المراَة و النحافة
الحصول على جسد رشيق لا ينبغي أن يأتي على حساب الصحة من الموضوعات التي تشغل بال المرأة دائماً "قوامها" تماماً كما يشغل ذلك بال الرجل حينما يقرر اختيار شريكة حياته.
وقد أختلفت النظرة إلى قوام المرأة من عصر إلى عصر، حيث شهد بعض العصور نظرة تفصيلة للمرأة الممتلئة، في حين شهدت عصور أخرى تفصيلاً للمرأة "النحيفة" كما هو الحادث في عصرنا الحالي.
إلا أن المرأة – في الغالب – تتهم بأنها لا تحافظ على قوامها، خصوصاً بعد زواجها، ولا تكترث بزيادة وزنها، وهو ما نراه بالفعل.
ولكن في المقابل، قإن هناك أيضاً من نسائنا من يحاولن إنقاص أوزانهن بهدف الوصول إلى جسد "نحيل" ويتبعن في ذلك أساليب وطرقاً قد تؤثر في صحتهن العامة.
د.أحمد شاكر، واختصاصيو التغذية صابرين بيطار، وأسماء قاسم، وفيصل الحمدان، يحددون العوامل التي تؤثر في قوام المرأة العربية، وينبهون إلى الحد الذي يجب أن تتوقف عنده ولا تتجاوزه، حتى لا يتحول الهدف من إنقاص الوزن إلى "هوس" له من المضار أكثر مما له من الفوائد.
في البداية يقول د.أحمد شاكر، استشاري علوم الأغذية بإدارة التغذية بوزارة الصحة، إن اتهام المرأة العربية بأنها لاتحافظ على قوامها، خصوصاً بعد زواجها يمثل حقيقة بالفعل، وهذه الحقيقة لها أسبابها، من هذه الأسباب: قلة ثقافتها الغذائية، والعادات الغذائية السيئة، وكذلك الإفراط في استخدام وسائل الترفيه كالسيارة والمصاعد والأجهزة المنزلية المريحة، وكذلك استخدام الخادمات في القيام بالأعمال المنزلية، ويضاف إلى ذلك كثرة الولائم، والجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة، مع كثرة تناول المسليات كالمسكرات ونحوها، فكل هذه العوامل تؤدي إلى ازدياد وزن المرأة عن المعدلات الطبيعية.
ويضيف استشاري علوم الأغذية إلى ذلك كله عوامل أخرى تؤثر في قوام المرأة العربية مثل: العامل الوراثي، ومقدار الطعام الذي تتناوله ونوعه، وما تبذله من مجهود يومياً سواء كان هذا المجهود بسيطاً أم شديداً، كذلك فإن لحالتها الاجتماعية والنفسية دوراً مهماً في ذلك. وقد يضاف إلى ذلك كله عوامل أخرى ربما لا تكون للمرأه يد فيها مثل: إفرازات الغدد أو مايعرف بالاضطراب الهرموني، أو إصابتها ببعض الأمراض التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن مثل: أمراض الأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الغدد الصماء، أو أمراض المفاصل، كما أن تناول بعض الأدوية قد يؤدي إلى زيادة الوزن أيضاَ.
الحصول على جسد رشيق لا ينبغي أن يأتي على حساب الصحة من الموضوعات التي تشغل بال المرأة دائماً "قوامها" تماماً كما يشغل ذلك بال الرجل حينما يقرر اختيار شريكة حياته.
للزوج دور
ويؤكد ذلك أيضاً اختصاصي التغذية بمستشفى قوى الأمن، فيصل عبد العزيز الحمدان، حيث يقول: إن زيادة مسؤليات المرأة العربية، خصوصاً بعد زواجها تجعلها لا تحافظ على قوامها، فهي بعد الزواج لا تجد الوقت الكافي للاهتمام بوزنها، وذلك العامل النفسي الذي قد يكون له دور في ذلك مثل عدم تشجيع الزوج لها على إنقاص وزنها في بعض الأحيان، حيث يفضل بعض الرجال المرأة الممتلئة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مؤثرة على قوامها مثل :كثرة الإنجاب وعدم تنظيمه، والغذاء غير المتوازن، وعدم الحرص على أوقات الوجبات، وخصوصاً وجبة الإفطار، وعدم ممارسة الرياضة.
إزدياد وعي المرأة
وإذا كانت صابرين بيطار، مديرة أحد مراكز التغذية الصحية بالرياض، والحاصلة على ماجستير في التغذية من الجامعة الأمريكية ببيروت، تتفق مع الرأي القائل إن المرأة العربية لا تهتم بقوامها ولا تكترث بزيادة وزنها، فإنها تحاول تأكيد أن الكثيرات منهن أصبحن الآن من الوعي الكافي يما يدفعهن للحفاظ على وزنهن ضمن المعدلات الطبيعية، بل وتسعى الكثيرات منهن نحو الرشاقة بلهفة ملحوظة. وتستدل مديرة مركز التغذية على ذلك بما تصافه خلال عملها من نهافت واضح من الفتيات والنساء على مراكز التغذية على ذلك بما تصادفه خلال عملها من تهافت واضح من الفتيات والنساء على مراكز التغذية لاتباع نظم الحمية من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
- ما دمنا وصلنا إلى هذه النقطة، فهل هناك حدود معينة يجب على المرأة أن تقف عندها لاتتجاوزها إذا أرادت أن تنقص من وزنها؟ تقول اختصاصية التغذية السريرية والحميات بأحد مراكز التغذية بالرياض، أسماء جلال القاسم، إن ذلك يختلف من امرأة إلى أخرى اعتماداً على عمرها وطولها وبنيتها، ولكي يتم تحديد ذلك يجب عليها مراجعة المختصين في التغذية لمعرفة الوزن المثالي الذي يناسبها حتى تتجنب الدخول في المشاكل التي قد تأتي من وراء النحافة الزائدة.
ويضيف استشاري علوم الأغذية إلى ذلك كله عوامل أخرى تؤثر في قوام المرأة العربية مثل: العامل الوراثي، ومقدار الطعام الذي تتناوله ونوعه، وما تبذله من مجهود يومياً سواء كان هذا المجهود بسيطاً أم شديداً، كذلك فإن لحالتها الاجتماعية والنفسية دوراً مهماً في ذلك.
أمراض محتملة
نسأل عن الأمراض أو الأضرار التي يمكن أن تصيب المرأة التي تتبع نظمأ غذائية قاسية وغير مدروسة. يقول استشاري علوم الأغذية إن استخدام الأدوية والعقاقير التي تقلل من الشهية قد تؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي وحدوث الأرق، والتوتر العصبي. كما أن الاعتماد على أنظمة غذائية قليلة الدهون(10% و20%) تؤدي إلى نقص الأحماض الدهنية الأساسية لصحة الإنسان مثل (أوميجا-3)، وازدياد الإصابة بأمراض القلب الوعائية نتيجة الاستهلاك المرتفع للكربوهيدرات التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلسريدات الثلاثية في الدم وارتفاع مستوى البروتينات الدهنية الضاره (LDL) في الدم. كما يؤدي الرجيم منخفض السعرات (800 سعر) إلى حدوث الأزمات القلبية، وسقوط الشعر، وانخفاض الضغط، والإرهاق، وارتفاع حمض البوليك في الدم (النقرس)، وارتفاع الكيتونات في البول. كما يؤدي الرجيم منخفض الصوديم أو الامتناع عن تناول الطعام إلى تعطل وظائف الكلى والكبد وزيادة حمض البوليك في الدم.
وتضيف اختصاصية التغذية العلاجية، أسماء قاسم، أن اتباع نظام غذائي غير مدروس يؤدي إلى مشاكل صحية من أهمها: فقدان كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات المهمة لصحة الجسم، وتساقط الشعر، ةعدم وضوح الرؤية، وتشقق الأظافر وتكسرها، وجفاف البشرة وتبقعها بسبب فقدان فيتامين A والبروتين.
كذلك فقر الدم الذي يؤدي إلى الدوخة وتسارع نبضات القلب والصداع والخمول، كذلك الشحوب في الوجه وهذا بسبب نقص الحديد وفيتامين B6 و B12. وتقول الاختصاصية صابرين بيطار: إن البرامج التي تتبع لإنقاص الوزن بشكل سريع تجعل الجسم في الغالب يستعيد الوزن الذي تم إنقاصه خلال مدة زمنية قصيرة، فضلاً عن عدم استطاعة من يتبعها أن يستمر عليها لفترات طويلة. وبعد، فإن لعمليات إنقاص الوزن حدوداً يجب أن تراعيها المرأة في الوقت الذي تفقد فيه وزنها لتصل إلى الجسد النحيف الذي تأمله تفقد صحتها ونضارتها!!
مـأخــذ : عالم الغذاء العدد 85
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق